تقديم الأمان للمرأة

 رأيت قبل قليل مقطع لرجل يقول إن كنت تريد المرأة أن تحبك وتدوم لك فاعمل بجد واصبح ثري ووفر لها كل ما تحتاجه!

والكثير من الرجال في التعليقات كانوا مؤيدين لهذا القول.

وهو في رأيي عين الخطأ، ولا يمت للواقع الحقيقي بشيء.


دعني أقول لك ماذا يجب على الرجل الحقيقي أن يوفر لكي يحصل على الحب:


النساء يحتجن الأمان قبل الحب، إن وُجد الأمان يسهل وجود الحب. ولكن عدم وجود الأمان يصبح الحب حينها مستحيل. دور الرجل إعطاء الأمان، وحينها هو قام بتمهيد علاقة مثالية.


الأمان العاطفي، الأمان النفسي، الأمان الجسدي. كل ذلك يجعل المرأة أكثر ثقة في حبها للرجل.


الكثير من الرجال يملكون ماديات ولكن يفقدون الأمان، ويتساءلون كيف لها أن لا تُحبني وأنا أوفر لها كذا وكذا.

أخي، الأمان هو أساس الحب، بدونه لن تُدرك رجل أحلامها، وإن ملكت ما يملكه قارون.


الحب عند المرأة أعمق من ماديات توفرها. وليس كل ابتسامة تراها منها عند توفير ماديات تعني حبها لك.


بالتأكيد الأمان المالي مهم، ومن حق كل امرأة أن تطالب برجل مقتدر ماليًا، فذلك من الأمان التي تحتاجه المرأة. ولكن عمق المحبة والمودة أعمق من ماديات فحسب، فكلمة “أمان” تعني الكثير.


فما فائدة المال من الرجل إن كان يُعنف المرأة جسديًا ولفظيًا؟

وما فائدة المال في حال كان الرجل يهجرها ولا يهتم لعواطفها؟

فالأمان هو الشرارة التي تُبقي نار الحب كل علاقة مشتعلة. فبمجرد اختفاء الأمان تنطفئ هذه النار.


ولكن سؤالي؛ هل يجب على المرأة أن تعمل وتكون قوية ومعتمدة على نفسها ماليًا؟

سابقًا كنت أقول لا و أنتهي، وما أزال أرى ذلك، ولكن عندنا يكون الرجل مسؤول فلا داعي للمرأة أن تتعب للحصول على المال. ولكن جوابي الآن هو: في معظم الأحيان، نعم يجب أن تسعى للقوة والمال.


لماذا؟ في هذا الزمن أصبحت عُرضة لأن يتم التخلي عنها وتُهان ولا تُعطى ما تستحقه، فالكثير من الرجال أصبحوا لا يحملون معنى الرجولة.


كيف ذلك؟

الرجل أصبح في تشتت كبير، فلا يعطي المرأة ما تحتاجه، ولا يتحمل المسؤولية، ويلعب دور الضحية، ولا يريد أن يستثمر في العلاقة بشكل كامل وجدّي، وأصبح يوزّع اهتمامه على العديد من النساء، وفي النهاية أصبح الفراق لديه كشربة ماء، لا يمانع أن يتركها، والكثير منهم إن أراد الفراق يذلها ويهينها، ويلعب على وتر “أنا أصرف عليها فأنا سأذلها بالمال”.


ولكن، هناك قلة من الرجال أصحاب مسؤولية وضمير، هؤلاء في كفة مختلفة. ولكن ما أراه وما ينتشر فعليًا هو أن المرأة في خطر أعظم مما كانت عليه في السابق.


فما هو سلاح المرأة في هذه الحالة؟ القوة والمال، وإن كانت في الأساس ليست من أدوارها، ولكن هذا الزمن أصعب مما كان عليه معنى وجود شريك حياة يُضحّي من أجلها.


اذهب إلى محاكم الأسرة وانظر إلى حجم المآسي.


نقص رجولة الرجال يزيد من حاجة المرأة من زيادة الرجولة لديها لكي تسعى.

فالأنثى خُلقت لكي تعيش تحت كنف الرجل لكي لا تشقى. ولكن ما نراه اليوم هو خلل عظيم عند الرجال.

فالكفّة خلقها الله متوازنة، ولكن ماذا سيحدث عندما يتخلى أحد الأطراف عن دوره الكامل؟


سيضطر الطرف الآخر أن يُكمل هذا النقص لكي يعيش في حال الخذلان.


ما أزال أرى أن المرأة يجب أن لا تشقى ولا تعمل ولا تسعى للمال.

فدور الرجل تهيئة ذلك بالكامل.

ولكن ما العمل عندما لا يريد الرجل أن يُشغّل عقله ويتحمل المسؤولية؟

هل عليها الصمت والتحمل؟

بالطبع لا.


كن رجل متكامل، لكي تكون لك امرأة متكاملة.

فلن ترى أنوثتها ما لم ترى هي رجولتك.


انتهى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نُقدّس الموروث؟

العين لا ترى مالا يدركه العقل

عقلك مُقَيَّد! أتعلم ذلك؟