عقلك مُقَيَّد! أتعلم ذلك؟

  


“لا أريد أمة من المفكرين، أريد أمة من العمال” - جون د. روكفلر

لمن لا يعرف من هو:

هو مؤسس مجلس التعليم العالي عام 1902، والذي تسري عليه كافة أنظمة التعليم العالمي.

أيضًا كان له دور كبير في تشكيل نظام التعليم الحديث بتركيزه على التعليم المهني والتقني أكثر من التعليم الفلسفي والتفكيري.

اذًا، هل تعتقد النظام التعليمي يريدك كمفكر أم مجرد عامل؟ تعلَّم ولكن لا تنقاد وراء القطيع. كُن مختلفًا، مُفكرًا، لأن أغلب البشر كالأَنعام، بل هم أضلُ سبيلًا.


لاحظ لماذا أغلب البشر لا يستطيعون التحليل والتفكير بشكل عميق وفلسفي، والتساؤل عما يدور حولهم وبما يتم زرعه فيهم منذ الصغر!

السبب بسيط، فنحن نشأنا في وسط تعليمي تلقيني. لا يريدك أن تُفكر وتُحلل، بل يريدك أن تتلقى المعلومة كما هي، يريدك أن تعلم أن هناك طريقة واحدة للنجاح وهي أن تحفظ ما تم تلقينه لك في التعليم، وعليك أن تتلقى ذلك بلا فلسفة عقلية وأن يتم اختبارك عنه بجواب واحد وثابت وبطريقة تفكير أُحادية القطب.

لماذا؟ لكي تتعلم أن عقلك يتبع نظام واحد وهو.. سمعًا وطاعة، لا حاجة لبناء عقل فلسفي.


هذا النظام يبني عقول تتلقى وتتبع وتطيع. لا تبني عقول فلسفية مُفكرة. عقول لا تتساءل، بل تُصدق كل ما يُزرع فيها من نشأتها من الأسرة، الإعلام، والنظام التعليمي.

فلَك أن تقوم الآن بعزل نفسك والنظر لمُجمل ال 12 سنة التي قضيتها في المدرسة. دقق، ماذا تعلمت لبناء عقلك من ناحية فلسفية تحليلية تفكيرية؟ لا شيء فعليًا.

أن تتعلم لكي تنجح في إطار وضعه لك من هم في الأعلى، ثم تتبع كُل مايقولونه لك. وإن حاولت التفكير بفلسفة يتم نبذك وعزلك والغضب عليك.

لذا تستمر بهذا التفكير الأُحادي القطب على مدار حياتك بلا وعي، وهكذا تدور الدائرة عليك وعلى من حولك.


إذًا، المقولة التي ذكرها مُؤسس النظام التعليمي الحديث أنه يريد أمة من العمال وليس أمة من المفكرين تُوضح لك أنك مجرد رقم جديد في أرقام من هم في خدمة من يضعون هذا النظام.

نظام يعزل العقل من قدراته المهولة، لن تجد كتاب واحد درسته يعلمك علم الفلسفة والتحليل والتفكير النقدي.

ولا كتاب واحد، كل ما تعلمته مجرد معلومات ثابتة تُعلم عقلك أن عليك الحفظ والطاعة في ذلك بلا تفكير مُتقدم.


وأضرب بذلك كل ما يمر عليك في الحياة.

انسان بلا وعي فلسفي عميق. تعيش وتموت وأنت تتلقى فقط.


يعلمونك أن من هم في السُلطة مهما كان مجالها يفهمون أكثر منك، اغلق عقلك وقل سمعًا وطاعة لكل انسان مثلك وضع نفسه في مقام السُلطة.

لا تسأل، لا تُفكر، قم باتباع كُل ما يقولون، فهم أفضل منك، لماذا؟ لأن عقلك محدود، عقل تعوّد على الطاعة والتلقي وعدم التحليل والتفكير والتساؤل.

ألم يحن الوقت لكي تبني وعي وعقل فلسفي بتفكير نقدي؟


رسالتي الأخيرة، والله وبالله وتالله، لا يوجد انسان أفضل منك لأنه فقط في مقام سُلطة مهما كان مجالها في الحياة.

أنت فقط تبنيت عقلية التابع، عقلية المتلقي. عليك أن تُعيد التفكير، فهذه هي المرحلة التي ستعيد إليك انسانيتك ككائن بشري يستحق أن يتعلم بأسلوب فلسفي وواعي.

حينها ستتفكك كل القيود التي وضعوها لك منذ الصغر. وسترى العالم بشكل مختلف، وهنا تبدأ الحياة الحقيقية.




مقولة أحبها جدًا، نشرتها إلون مسك من فترة، تقول:

ماذا لو قُلت لك أن الطريقة الوحيدة للهروب من المصفوفة (القيود) هي أن تتخلى عن كل ما تم تعليمك إياه وأن تُعيد بناء نظام معتقداتك بالكامل بناءً على التفكير النقدي والتحليل.

العقول البسيطة لن تستوعبها، لأنها صعبة ومؤلمة للغاية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نُقدّس الموروث؟

العين لا ترى مالا يدركه العقل