المشاركات

لماذا نُقدّس الموروث؟

  الموروث يحتل مكانةً خاصة في الوجدان، سواء كان اجتماعيًا، ثقافيًا، سياسيًا، أو حتى فكريًا وأيديولوجيًا. لا ندافع عنه فقط لأننا نحبه، بل لأن التخلي عنه يبدو وكأنه تخلي عن أنفسنا. وكأننا حين ننتقده، ننتقد جزءًا من هويتنا، من وجودنا، من “نحن”. فالموروث أصبح بطاقة هوية. ومن لا يملك هوية، لا يُرى. لا يُحترم. بل يُنظر إليه باستحقار. “أنت لا تنتمي”، “أنت غريب”، “أنت بلا جذور”. وكأن القبول الاجتماعي مشروط بالانتماء لموروث لا خيار لنا فيه. لكن… هل سألنا أنفسنا: ما معنى هذه الهوية؟ هل هي حقًا اختيار؟ أم قيد ورثناه دون تفكير؟ هذا العَلَم، هذه الأرض، هذه القصص التراثية، هذه الكلمات والملابس والتقاليد… أليست مجرد رموز بشرية؟ أليست قابلة للمراجعة، للتغيير، أو حتى للرفض؟ لماذا لا يُسمح للانسان أن يعيش بيننا دون أن يقدّس ما يقدّسه المجتمع من موروث؟ لماذا تُفرض عليه قوانين بشرية كي يُرضي من حوله ويُقبل في مجتمع لا يراه يمثل روحه؟ لماذا يُطلب منه أن يُجل موروثًا يراه في داخله باهتًا، منتهي الصلاحية؟ لماذا لا يُمنح حق اختيار ما يلائمه من كل ثقافة وكل حضارة، ليصنع طريقته الخاصة في العيش، وفق ما يُشبه...

عقلك مُقَيَّد! أتعلم ذلك؟

صورة
    “لا أريد أمة من المفكرين، أريد أمة من العمال” - جون د. روكفلر لمن لا يعرف من هو: هو مؤسس مجلس التعليم العالي عام 1902، والذي تسري عليه كافة أنظمة التعليم العالمي. أيضًا كان له دور كبير في تشكيل نظام التعليم الحديث بتركيزه على التعليم المهني والتقني أكثر من التعليم الفلسفي والتفكيري. اذًا ، هل تعتقد النظام التعليمي يريدك كمفكر أم مجرد عامل؟ تعلَّم ولكن لا تنقاد وراء القطيع. كُن مختلفًا، مُفكرًا، لأن أغلب البشر كالأَنعام، بل هم أضلُ سبيلًا. لاحظ لماذا أغلب البشر لا يستطيعون التحليل والتفكير بشكل عميق وفلسفي، والتساؤل عما يدور حولهم وبما يتم زرعه فيهم منذ الصغر! السبب بسيط، فنحن نشأنا في وسط تعليمي تلقيني. لا يريدك أن تُفكر وتُحلل، بل يريدك أن تتلقى المعلومة كما هي، يريدك أن تعلم أن هناك طريقة واحدة للنجاح وهي أن تحفظ ما تم تلقينه لك في التعليم، وعليك أن تتلقى ذلك بلا فلسفة عقلية وأن يتم اختبارك عنه بجواب واحد وثابت وبطريقة تفكير أُحادية القطب. لماذا؟ لكي تتعلم أن عقلك يتبع نظام واحد وهو.. سمعًا وطاعة، لا حاجة لبناء عقل فلسفي. هذا النظام يبني عقول تتلقى وتتبع وتطيع. لا تبني ع...

تبنَّى عقل الإله

  نعم، تبنّى عقل الإله. ارتقِ بتفكيرك إلى مستويات لا يصل إليها العقل البشري العادي، وابتعد عن تفاهات البشر، وحدود تفكيرهم، ومعتقداتهم المقيّدة. لكن لا تفهمني خطأ، فأنا لا أدعوك لأن تضع نفسك في مكانة الإله الخالق عز وجل، حاشا لله، أبدًا! ما أقصده هنا هو أن تتبنى عقلية تُمكنك من النظر إلى البشر ككائنات بسيطة فانية، محدودة الوعي، ذات تصرفات غالبًا ما تكون مدفوعة بالاندفاع والغريزة. هذه العقلية ستجعلك تقف فوق تلك الصراعات البشرية اليومية التي لا تضيف شيئًا لقيمتك أو رؤيتك للحياة، وتنظر لها بعين إلهٍ متفهّم لتلك الكائنات. لكن دعني أكون واضحًا: الوصول إلى هذا النوع من التفكير ليس سهلًا أبدًا. تبنّي عقل الإله يتطلب الكثير من النضج الفكري، السيطرة على الذات، والتدرّب على رؤية الأمور من منظور مختلف تمامًا عن الذي اعتدنا عليه، والتساؤل وتحدي المعتقدات وما تم غرسه فيك منذ الصغر. إنه مسار صعب، لأن العقل البشري بطبيعته مبرمج على الاستجابة الفورية للمحفزات، سواء بالغضب، أو الدفاع، أو الانتقام. أن تتجاوز هذا وتُعيد برمجة عقلك ليتعامل مع الحياة بعقلية سامية ومستوى وعي أعلى هو تحدٍ كبير. لكن، دعني ...

الوعي والفُرَص

المقولة التي أذكرها دائمًا هي: “العين لا ترى ما لا يُدركه العقل” تعبر عن فكرة عميقة تتعلق بالإدراك والوعي وطريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا. هذه المقولة تشير إلى أن قدرتنا على ملاحظة الأشياء، الفرص، أو حتى الحلول في حياتنا تتأثر بشكل كبير بمدى استعدادنا الذهني ومعرفتنا. أولًا العقل والإدراك، فالعقل هو المرشد لما نراه ونلاحظه في الواقع الذي يحيط بنا. إذا كان العقل مغلقًا أو مقيّدًا بأفكار مسبقة، فإن ذلك يحدّ من قدرتنا على رؤية الإمكانيات والفرص التي قد تكون متاحة أمامنا. مثل هذا الإدراك المحدود يمكن أن يمنعنا من التقدم أو استغلال الفرص التي تظهر في طريقنا. كذلك تؤثر توقعاتنا واعتقاداتنا الشخصية بشكل كبير على ما نراه وكيف نفسر الأحداث من حولنا. فعندما نؤمن بإمكانية حدوث شيء ما، يصبح عقلنا أكثر استعدادًا للملاحظة والتعرف عليه. وعلى العكس، إذا كنا لا نعتقد في إمكانية وجود “فرصة معينة” أو “حل لمشكلة”، فإننا ببساطة قد لا نراها حتى وإن كانت أمام أعيننا. ومن ناحية الوعي والنمو الشخصي، تشجعنا هذه المقولة على توسيع إدراكنا وزيادة وعينا بأنفسنا وبالعالم من حولنا. عبر تطوير فهمنا ومعرفتنا، نستطيع ...

العين لا ترى مالا يدركه العقل

  المقولة التي أذكرها دائمًا هي: “العين لا ترى ما لا يُدركه العقل” تعبر عن فكرة عميقة تتعلق بالإدراك والوعي وطريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا. هذه المقولة تشير إلى أن قدرتنا على ملاحظة الأشياء، الفرص، أو حتى الحلول في حياتنا تتأثر بشكل كبير بمدى استعدادنا الذهني ومعرفتنا. أولًا العقل والإدراك، فالعقل هو المرشد لما نراه ونلاحظه في الواقع الذي يحيط بنا. إذا كان العقل مغلقًا أو مقيّدًا بأفكار مسبقة، فإن ذلك يحدّ من قدرتنا على رؤية الإمكانيات والفرص التي قد تكون متاحة أمامنا. مثل هذا الإدراك المحدود يمكن أن يمنعنا من التقدم أو استغلال الفرص التي تظهر في طريقنا. كذلك تؤثر توقعاتنا واعتقاداتنا الشخصية بشكل كبير على ما نراه وكيف نفسر الأحداث من حولنا. فعندما نؤمن بإمكانية حدوث شيء ما، يصبح عقلنا أكثر استعدادًا للملاحظة والتعرف عليه. وعلى العكس، إذا كنا لا نعتقد في إمكانية وجود “فرصة معينة” أو “حل لمشكلة”، فإننا ببساطة قد لا نراها حتى وإن كانت أمام أعيننا. ومن ناحية الوعي والنمو الشخصي، تشجعنا هذه المقولة على توسيع إدراكنا وزيادة وعينا بأنفسنا وبالعالم من حولنا. عبر تطوير فهمنا ومعرفتنا، ن...