الرجل الأنثوي

 الرجل الذي يفكر ويقوم بالأمور بما يشعر به من الداخل هو رجل ذو طابع أنثوي. فالنساء هن من ينظرن للحياة بما يشعرن به، يفكرن من الداخل وإلى الخارج، وتتبع أفكارهن من أحاسيسهن، وليس بما يحدث في المنظومة الكلية بسياقها المختلف وبكل تفاصيلها. وهذا ليس عيبًا فيهن ولكنه طبيعة المرأة.


فالرجل الذي يُفكر ويَحكم بما يشعر به لا يُعد رجل عاقل، فالرجل كطبيعة بشرية ترتبط بهمّ الحكمة والتأني، وعليه أن يحكم على الأمور وفقًا لمختلف أنواع السياق، ولا يطلق الأحكام ولا الظنون كما يشعر، ولا يثرثر، ولا يتناقل الكلام والأحكام كما تفعل النساء.


طريقة تفكير الرجل تختلف عن المرأة اختلاف كلي، وعليه يجب على الرجل أن يلاحظ نفسه ويقوم بنسف كل الطبائع الأنثوية التي توجد به كربط الأحكام وأخذ القرارات عن طريق المشاعر والأحاسيس.


ولذلك خص الله الرجال بالقوامة، فهو قَوّام على المرأة لأنها عاطفية بطبعها، ووضع في يده العصمة وغيرها من ذلك. فالرجل يجب أن يلتـمس الحكمة في حياته ويطور منظومته العقلية، وأن يتعلم كيفية الفصل العاطفي عن اتخاذ القرارات.


الرجال مع تقدم الزمن أصبحوا مائلين للطبائع الأنثوية من خلال اتخاذ قرارات عاطفية، لذلك تجد كثرة الطلاق، وعدم تحمّل المسؤولية، والانخراط في تصرفات غير عقلانية.

ولذلك، على الرجل أن يستعيد دوره القيادي من خلال تطوير ذاته وضبط مشاعره، والتفريق بين التعاطف والمسؤولية. فالرجل الذي يحكم عقله ويوازن بين العاطفة والمنطق هو الأقدر على الحفاظ على تماسك نفسه، أسرته، والمحيط الذي يعيش فيه من المجتمع. ويصبح بذلك مثالًا للقدوة والقوامة الحقيقية التي أرادها الله له.


وتذكر، الرجل الذي يلوم المرأة على أي تصرف، فهو رجل أنثوي. فالرّجال إن كانوا رجالًا فلن تميل المرأة إلى أي تصرف غير سليم. فهي مسؤوليته وحده، لا مسؤوليتها هي.


فغياب الرجل منذ نشأتها "قد" ينشئ أنثى غير سوية (وذكرت رجل هنا وليس أب، فوجود “القدوة الأبوية” هام لنشأة الطفلة بشكل سوي وسليم بغض النظر كان أباها المباشر أم لا)، وهكذا حتى تكبر. فظهر المرأة هو الرجل، وغيابه يكسرها كثيرًا، مهما تظاهرت بالقوة. فهذه طبيعة بشرية لا تتغير ولا تتبدل بسهولة.


لذا، على الرجل أن يدرك دوره العميق في حياة المرأة، سواء كانت زوجة أو ابنة أو أختًا، فهو المسؤول الأول عن دعمها وحمايتها، ليس بالقوة الجسدية فقط، بل بالحكمة والحنان والقيادة الرشيدة. المرأة بطبيعتها تحتاج إلى الشعور بالأمان والثقة بمن حولها، والرجل الحقيقي هو من يُقدّم هذا الأمان دون أن يُشعرها بالذنب أو المسؤولية عن أخطائه. في النهاية، العلاقة بين الرجل والمرأة ليست منافسة، بل شراكة تكاملية ينهض كل منهما بالآخر ويعزز قوته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نُقدّس الموروث؟

العين لا ترى مالا يدركه العقل

عقلك مُقَيَّد! أتعلم ذلك؟