العصبية ظل الضعف
الجميع يخافون من الرجل العصبي ويعتقدون أن هذه هي شخصيته وطبعه!
ولكن الجميع لا يقرؤون بين السطور ويعلمون أن الرجل العصبي هو رجل ضعيف تحركه مشاعره، ناقص عقل، مهزوز من الداخل، وغير ناضج.
لأن عدم التحكم في المشاعر يعكس الضعف ولا يعكس أي أمر آخر.
فعندما نسمع شخصاً يقول: “أنا عصبي” فهذا يعني: “أنا رجل ضعيف، مهزوز، لا أستطيع التحكم بمشاعري، كالأطفال.”
لكن وراء هذه العصبية عالم من الصراعات الداخلية التي لم تُحلّ. ربما هي تراكمات من خيبات، أو جروح نفسية لم تجد طريقها للشفاء، أو ربما مشاعر قلق وخوف من مواجهة حقيقة ما.
العصبية ليست قوة، بل هي صرخة استغاثة مكتومة، غلاف هش يحاول حماية قلب مهترئ يبحث عن التوازن.
الشخص الناضج حقاً هو من يواجه نفسه أولاً، يُهذب مشاعره، يهزم غضبه، ويصنع من صبره سيفاً يحميه من الانجراف في تيار الانفعالات.
التحكم بالمشاعر هو انعكاس للقوة الحقيقية، قوة العقل والوعي وضبط النفس. لذلك لا تخف من الرجل العصبي، بل انظر إليه كإنسان يحتاج إلى التعلم والنمو.
ادعمه إذا استطعت، وابتعد إذا وجدت نفسك في خطر، لكن تذكر دائماً أن العصبية ليست سوى ظل الضعف،
وأن أقوى الناس هم أولئك الذين يسكنون عواصفهم الداخلية بهدوء الحكماء.
فإن وجدت نفسك تنفعل بشكل سريع وتغضب على أتفه الأسباب، فدعني أُبشرك يا صديقي، أنت ضعيف ومهزوز من الداخل مهما كان تبريرك.
تقبلها كما تريد، ولكن هذه حقيقة مطلقة لا تحتاج إلى نقاش.
قُم بمعالجة هذا الضعف.
فالرجل القوي هو الرجل العاقل الذي يغضب عند الحاجة، وإن غضب سترى الحكمة تنبثق من وجهه وكلماته.
هذا هو الرجل المتكامل العقل. وليس الرجل العصبي الضعيف.
تعليقات
إرسال تعليق